کد مطلب:109832 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:165

خطبه 114-در طلب باران











ومن خطبة له علیه السلام

فی الاستسقاء

اللَّهُمَّ قَدِ انْصَاحَتْ جِبَالُنَا، وَاغْبَرَّتْ أَرْضُنَا، وَهَامَتْ دَوَابُّنَا، وَتَحَیَّرَتْ فی مَرَابِضِهَا، وَعَجَّتْ عَجِیجَ الثَّكَالَی عَلَی أَوْلاَدِهَا، وَمَلَّتِ التَّرَدُّدَ فی مَرَاتِعِهَا، وَالحَنِینَ إِلَی مَوَارِدِهَا. اللَّهُمَّ فَارْحَمْ أَنِینَ الْآنَّةِ، وَحَنِینَ الْحَانَّةِ ! اللَّهُمَّ فَارْحَمْ حَیْرَتَهَا فِی مَذَاهِبِهَا، وَأَنِینَهَا فی مَوَالِجِهَا ! اللَّهُمَّ خَرَجْنَا إِلَیْكَ حِینَ اعْتَكَرَتْ عَلَیْنَا حَدَابِیرُ السِّنِینَ، وَأَخْلَفَتْنَا مَخَایِلُ الْجُودِ; فَكُنْتَ الرَّجَاءَ لِلْمُبْتَئِسِ، وَالْبَلاَغَ لِلْمُلْتَمِسِ. نَدْعُوكَ حِینَ قَنَطَ الْأَنَامُ، وَمُنِعَ الْغَمَامُ، وَهَلَكَ الْسَّوَامُ، أَلاَّ تُؤَاخِذَنَا بَأَعْمَالِنَا، وَلاَ تَأْخُذَنَا بِذُنُوبِنَا، وَانْشُرْ عَلَیْنَا رَحْمَتَكَ بِالسَّحَابِ الْمُنْبَعِقِ، وَالرَّبِیعِ الْمُغْدِقِ، وَالنَّبَاتِ الْمُونِقِ، سَحّاً وَابِلاً تُحْیِی بِهِ مَا قَدْ مَاتَ، وَتَرُدُّ بِهِ مَا قَدْ فَاتَ. اللَّهُمَّ سُقْیَا مِنْكَ مُحْیِیَةً مُرْوِیَةً، تَامَّةً عَامَّةً، طَیِّبَةً مُبَارَكَةً، هَنِیئَةً مَرِیعَةً، زَاكِیاً نَبْتُهَا، ثَامِراً فَرْعُهَا، نَاضِراً وَرَقُهَا، تُنْعِشُ بِهَا الضَّعِیفَ مِنْ عِبَادِكَ، وَتُحْیِی بِهَا الْمَیِّتَ مِنْ بِلاَدِكَ! اللَّهُمَّ سُقْیَا مِنْكَ تُعْشِبُ بِهَا نِجَادُنَا، وَتَجْرِی بِهَا وِهَادُنَا، وَیُخْصِبُ بِهَا جَنَابُنَا وَتُقْبِلُ بِهَا ثِمَارُنَا، وَتَعِیشُ بِهَا مَوَاشِینَا، وَتَنْدَی بِهَا أَقَاصِینَا، وَتَسْتَعِینُ بِهَا ضَوَاحِینَا، مِنْ بَرَكَاتِكَ الْوَاسِعَةِ، وَعَطَایَاكَ الْجَزِیلَةِ، عَلَی بَرِیَّتِكَ الْمُرْمِلَةِ، وَوَحْشِكَ الْمُهْمَلَةِ. وَأَنْزِلْ عَلَیْنَا سَمَاءً مُخْضِلَةً، مِدْرَاراً هَاطِلَةً، یُدَافِعُ الْوَدْقُ مِنْهَا الْوَدْقَ، وَیَحْفِزُ الْقَطْرُ مِنْهَا الْقَطْرَ، غَیْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا، وَلاَ جَهَامٍ عَارِضُهَا، وَلاَ قَزَعٍ رَبَابُهَا، وَلاَ شَفَّانٍ ذِهَابُهَا، حَتَّی یُخْصِبَ لِإِمْرَاعِهَا الُْمجْدِبُونَ، وَیَحْیَا بِبَرَكَتِهَا المُسْنِتُونَ، فَإِنَّكَ (تُنْزِلُ الْغَیْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا، وَتَنْشُرُ رَحْمَتَكَ، وَأَنْتَ الْوَلِیُّ الْحَمیدُ).

تفسیر ما فی هذه الخطبة من الغریب

قال السید الشریف, رضی اللّه عنه, قوله علیه السلام: (انْصَاحَتْ جِبَالُنَا) أی: تَشَقّقَتْ مِنَ المُحُولِ، یُقَالُ: انْصَاحَ الثّوْبُ: إذَا انْشَقّ، وَیُقَالُ أیْضاً: انْصَاحَ النّبْتُ وَصَاح وَصَوّح: إذَا جَفّ وَیَبِسَ. وَقَوْلُهُ: (وَهَامَتْ دَوَابّنَا) أیْ: عَطِشَتْ، وَالْهُیَامُ: الْعَطَشُ. وَقَوْلُهُ: (حَدَابِیرُ السّنِینَ) جمع حِدبار، وهی: الناقَة التی أنضاها السّیْرُ، فشبّه بها السنة التی فشا فِیهَا الجَدْبُ، قَالَ ذوالرّمّةِ:

عَلَی الْخَسْفِ أوْ نَرْمِی بِهَا بَلَداً قَفْرَا حَدَابِیرُ مَا تَنْفَكُّ إلاّ مُنَاخَةً

وَقَولُهُ: (وَلاَ قَزَع رَبَابُهَا)، الْقَزَعُ: الْقِطَعُ الصّغَارُ الْمُتَفَرّقَهُ مِنَ السَّحَابِ. وَقَوْلُهُ: (وَلاَ شَفّان ذِهَابُهَا) فَإنّ تَقْدیرَهُ: وَلاَ ذَاتَ شَفّان ذِهَابُهَا. وَالشّفّانُ: الرّیحُ البَارِدَةُ. وَالذِّهَابُ: الْأمْطَارُ اللّیّنَةُ، فَحَذَفَ (ذَاتَ) لِعِلْمِ السّامِعِ بِهِ.